هذا الكتاب
الدراسات التي ينطوي عليها هذا الكتاب تختبر ضرباً من الإجابة على أسئلة معقدة .. هل كنا تحلم عندما أيقنا بأن الثقافة تنطوي على مضمون يستطيع تغيير الواقع .. وأننا عبر ممارستها يمكن لنا أن نحرك المجتمع، وتعدل في الوعي ... وأننا نستطيع بهذه الثقافة أن نرى أنفسنا أكثر قربا من النار، وأكثر قدرة على معرفة الحالة الإنسانية الخاصة التي يتلبسها الحالمون والمؤمنون بأن الثقافة في خندق الجميع
قد يضع الكتاب مخيلة القارئ وتوقعاته على مقربة من تلك الإجابة، أو يلوح بها على الأقل .. لكني أتمنى أن يحافظ على السمت الذي أردته أن يخترق جميع الفصول وهو ألا يغادر أسباب إقصاء الثقافة العربية، وأسباب تحويل فاعلية أدوارها ووظائفها من الفاعلية المنتجة للديمقراطية والعقلانية إلى الفاعلة المنتجة للقوى الاستهلاكية، والقوى النسقية التي هيمنت طويلا على أساليب تنشئتنا ، وسياستنا أينما كنا في أحضان الأسرة أم في أحضان السياسة وأسواق
المال....